المعـــارك البحرية الحديــثة
مقدمـــة
التطور الذي يتم في مجال الأسلحة والمعدات الحربية عبارة عن عملية مستمرة، تمضي أولاً بأول مع مرور الزمن. وفي مجال الحرب البحرية يكون التطور في مجال التسليح البحري، بل في الوحدات البحرية ذاتها، طبقاً لعدة عوامل، أهمها: التطور التكنولوجي والعلمي الذي يشمل كافة المجالات، لأن معظم الابتكارات يكون لها استخدامات عسكرية.
وسائل الحرب البحرية الحديثة
1-تصغير القطع البحرية
2-تصغير المعدات المستخدمة
3-تطوير القطع البحرية بشكل عام
4-الاعتماد علي الصواريخ الموجة
5-استخدام المروحيات البحرية في القتال البحري
تصغير القطع البحرية
في الآونة الأخيرة اتجه العالم للتطوير حجم القطع البحرية نحو إيجاد قطع بحرية جديدة تتميز بصغر الحجم وارتفاع القدرات الفنية والقتالية، فقد أصبحت هذه الوحدات، وهي من سفن السطح الصغيرة، تستطيع أن تحمل قدرات نيرانية عالية على حمولة أقل إذا ما قورنت بالوحدات المماثلة في الماضي.
ومثال ذلك: الفرقاطات الخفيفة التي ظهرت أخيرا في عدة بحريات، علما أن هذه الوحدات تحمل أسلحة متقدمة جدا من الصواريخ سطح- سطح، والصواريخ المضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوي الذاتي قريبة المدى والمخصصة للتعامل ضد الصواريخ الموجهة، بالاضافة إلى مجموعة متكاملة من وسائل الاستشعار الحديثة، ويتم السيطرة على جميع هذه المعدات بواسطة أجهزة قيادة وسيطرة متقدمة.
تصغير المعدات المستخدمة
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
أمكن في الآونة الأخيرة تصغير حجم المعدات الالكترونية بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة لاستخدام الأجزاء الالكترونية المتناهية الصغر:" MICRO- ELECTRONICS" الأمر الذي أدى إلى تصغير حجم ووزن المعدات الالكترونية المستخدمة في الوحدات البحرية، مثل أجهزة الرادار وأجهزة "السونار" ووسائل القيادة والسيطرة ووسائل الحرب الالكترونية وما شابه ذلك، وقد أدى كل ذلك إلى إمكانية تصغير حجم القطع البحرية والوصول إلى النوعيات الحديثة التي تتميز بصغر الحجم مع الاحتفاظ بالقدرات القتالية العالية.
يجب الاشارة هنا إلى أن الاتجاه لتصغير حجم السفن المتوسطة مثل الفرقاطات لا ينطبق على الوحدات الهجومية السريعة: "F.A.C." أي: الزوارق الصاروخية، إذ إن هذه النوعية من الوحدات أخذت تزداد في الحجم والحمولة، ويرجع ذلك إلى ضرورة توفير مجموعة متناسقة من الأسلحة الهجومية والدفاعية على هذه الوحدات.
الاعتماد علي الصواريخ الموجهة كبديل للمدافع
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
تشكل المدفعيات، بأعيرتها المختلفة، التسليح الرئيسي للقطع البحرية، وهى تنقسم إلى ثلاثة نوعيات: المدفعية الأساسية، وتتكون من المدفعيات ذات العيار الكبير. ثم المدفعية المتوسطة، التي تشكل التسليح الثانوي على القطع الكبيرة. ثم يلي ذلك التسليح القريب المدى:" CLOSE RANGE WEAPONS" ويشمل المدفعيات الخفيفة التي خصصت للاستخدام ضد الأهداف الجوية المنخفضة والوحدات البحرية الخفيفة.
وقد استمر هذا الوضع إلى أن استخدمت البحرية المصرية الصواريخ الموجهة سطح- سطح ضد المدمرة الاسرائيلية "ايلات" في أكتوبر 1967. ومنذ هذا التاريخ بدأ التفكير في تطوير تسليح المدفعية بالنسبة للوحدات البحرية، واتخذ التطوير اتجاهين رئيسيين:
*الاتجاه الأول: يبحث في تسليح القطع البحرية بتسليح أساسي من الصواريخ الموجهة سطح- سطح، بدلاً من المدفعيات الثقيلة بعيدة المدى.
*أما الاتجاه الآخر: فكان يركز على مفهوم تدمير الأهداف الجوية الصغيرة، وكان يقصد بذلك الصواريخ الموجهة.
وفي هذا المجال ظهرت فكرة استخدام المدفعيات صغيرة العيار متعددة المواسير، ذات معدلات النيران الفائقة، لتشكل خط الدفاع الأخير ضد الصواريخ الموجهة. وهذا النظام معروف باسم : CLOSE INWEAPON SYSTEM / C.I.W.S
يلاحظ أيضا، أن إحدى الإضافات لتسليح السفن الحديثة أصبحت هي الصواريخ الموجهة سطح- جو للاستخدام في مهمة التأمين ضد الهجمات الجوية. وقد اتخذت هذه الصواريخ نوعين رئيسيين هما: الصواريخ المضادة للطائرات بعيدة المدى والصواريخ المضادة للأهداف الجوية قربية المدى، ومثال ذلك نظام كروتال الفرنسي: CROTALE POINT DEFENCE SYSTEM.
كانت البوارج البحرية: BATTLE SHIPS تشكل في الماضي القوة الضاربة الرئيسية في أساطيل العالم، وسُلّحت هذه السفن الضخمة بمدفعيات ثقيلة من عيار 16 بوصة متعددة المواسير، واستخدمت هذه الوحدات في مهام قصف الأهداف الساحلية. وطبقا للتطوير الجديد في هذا المجال، فقد أضيف لهذه السفن تسليح صاروخيّ جديد هو الصواريخ الطوافة بعيدة المدى، ومن الأمثلة المعروفة لهذا السلاح: الصاروخ الأمريكيّ الصنع طراز "توماهوك": "TOMAHAWK CRUISE MISSILE"، الذي استخدم في حرب تحرير الكويت بواسطة البحرية لأمريكية والصراعات التي تلتها.
استخدام المروحيات البحرية في القتال البحري
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ظهرت هذه الطائرات في أول الأمر لتدعيم قدرات الدفاع ضد الغواصات، حيث زودت الفرقاطات والمدمرات بالإمكانيات التقنية لحمل وتشغيل طائرة عمودية أو اثنتين من النوع المخصص لمهمة البحث عن الغواصات ومهاجمتها. وقد كان هذا الإجراء ضرورياً مع ظهور الغواصات الحديثة، التي قد تفوق قدراتها التكتيكية قدرات سفن السطح، مع ملاحظة أن السير بسرعات عالية يقلل من كفاءة وسائل البحث السونارية عن الغواصات.
أما باستخدام الطائرة العمودية، فقد أمكن توفير سرعة المناورة وامكانية استخدام السونار المحمول جواً الذي يمكن التحكم في عمقه تحت سطح البحر، ليصل إلى العمق الذي يحقق أفضل النتائج بالنسبة لاكتشاف وتتبع الغواصات المعادية، مع الأخذ في الاعتبار معدل تغير درجة حرارة المياه ودرجة ملوحتها مع تغير العمق.
وقد أضيفت مهام جديدة للطائرات العمودية، منها: تعميق البحث والإنذار لصالح التشكيل، وكذلك القيام بمهام الاستطلاع الالكتروني والاعاقة الالكترونية. وأخيرا أضيفت مهمة توجيه الضربات الصاروخية الموجهة جو- سطح ضد الزوارق المعادية، ويذلك زادت أهمية الطائرات العمودية بشكل ملحوظ، وينتظر أن تضاف اليها مهام جديدة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي لصالح التشكيل. وقد نتج عن كل ذلك اتجاه جديد ينص على ضرورة تزويد سفن السطح بالمنشآت المناسبة لحمل وتشغيل وتوجيه الطائرات العمودية.
تطوير القطع البحرية بشكل عام
ينقسم الى:
1-الغواصات
2-حاملات الطائرات
3-الطوربيدات
4-الالكتورنيات البحرية
5-الالغام البحرية
6-تقليل البصمة الرادارية للقطع البحرية
الغواصات
لا شك أن القيمة القتالية للغواصات في الحرب البحرية تزداد بصفة مطردة وبمعدل سريع. وقد أصبحت هذه الوحدات هي الوحدات التي تشكل التهديد الأكبر للأساطيل البحرية، كما أن الغواصات بالرغم من المفهوم القديم باعتبارها وحدات تصلح فقط لمهمة التعرض لخطوط المواصلات، أصبحت الآن قادرة على إطلاق الصواريخ الطوافة بعيدة المدى، مثل طراز:" توماهوك" وبالتالي بمكنها تحقيق التأثير المباشر على الأهداف الحيوية والاستراتيجية للعدو ليس فقط على الساحل، وإنما أيضا في داخل أراضيه. كما أن الغواصات الحديثة أصبحت تتمتع بقدرات هائلة على الاختفاء، مما يجعل اكتشافها من العمليات الصعبة، وهي بدون شك الوحدات الأكثر صعوبة في الاكتشاف، إذ إن وسائل البحث تحت سطح البحر لازالت مقيدة بظروف "هيدروجرافية" مختلفة تجعل من الصعب تحقيق نفس النتائج التي يوفرها البحث الراداري والاستشعار الحراري بالنسبة للاهداف الأخرى.
وبناء على ما سبق فإنه بالنسبة للدولة التي لا تتوافر لها قوة بحرية كبيرة فإنها تستطيع أن تمارس الردع وأسلوب الحرمان: "SEA DENIAL" على الدول البحرية الأقوى بواسطة الغواصات التي تستطيع أن تهدد السفن الرئيسية للدول البحرية الكبيرة.
حاملة الطائرات
تشكل حاملات الطائرات القوة الضاربة الرئيسية لأساطيل الدول العظمى، وهذه النوعية من الوحدات تتميز بقدرات قتالية فائقة ولا يمكن الاستغناء عن وجود حاملات الطائرات في التشكيلات الضاربة الكبيرة، ويتجة التطوير الآن لتصنيع حاملات طائرات أصغر حجما يمكن الاستفادة بها في البحريات المتوسطة، كما يتخذ التطوير اتجاها عاما نحو التخصصية، وبذلك تصمم بعض حاملات الطائرات للدفاع ضد الغواصات، وهذه النوعية تحمل أساسا عدداً كبيراً من الطائرات العمودية وطائرات الاستطلاع بعيدة المدى المخصصة لاكتشاف الغواصات وعدداً من الطائرات المقاتلة لتوفير الحماية الجوية لتشكيلات البحث عن الغواصات.
كما ابتكرت البحرية البريطانية نوعية جديدة من حاملات الطائرات تخصص لحمل الطائرات المقاتلة التي تستطيع الاقلاع عموديا "VERTICAL TAKEOFF LANDING " ومثال هذه الطائرات: الطائرة البريطانية الصنع طراز "هاريرر": "HARRIER" المعروفة ومن النوعيات الجديدة حاملات الطائرات المخصصة للإبرار البحري وهي تحمل عددا كبيرا من الطائرات العمودية المخصصة لحمل الجنود والمعدات، وكذا الطائرات العمودية للمعاونة الأرضية.
الطوربيدات
إن سلاح الطوربيد الذي بدأ استخدامه منذ أكثر من مئة عام لازال موجودا في الخدمة، إلا أنه الآن يستخدم في سفن السطح في شكل جديد: "LIGHT TORPEDO" مخصص للعمل ضد الغواصات. أما في الغواصات فيستخدم نوع جديد أطلق عليه اسم الطوربيد الثقيل: "HEAVY TORPEDO" وهو مخصص لمهاجمة سفن السطح، ويجوز استخدامه أيضا ضد الغواصات المعادية. هذا علمًا أن الطوربيد أصبح قابلا للاستخدام أيضا من الطائرات العمودية في مهمة مكافحة الغواصات.
على ضوء التطور الكبير الذي أدخل على الغواصات الحديثة، مما ترتب عليه زيادة قدراتها القتالية والتكتيكية وكذلك مقدرتها على تفادي الهجمات المضادة، أصبح من اللازم تطوير الطوربيد المضاد للغواصات ليظل قادراً على تنفيذ مهمته.
وفي سبيل ذلك نجد أن معظم الشركات العاملة في مجال التسليح تحت السطح تقوم بتطوير طوربيدات مكافحة الغواصات، وفي هذا التسليح شركة: "B.A.E-UNDERWATER SYSTEMS"البريطانية بإنتاج طوربيد حديث مضاد للغواصات تحت اسم "ستينج راي": "STINGRAY" وهذا الطوربيد مزود "بملاح آلي": "AUTO PILOT"- وأجهزة حاسبة: "COMPUTER" تمكنه من تنفيذ مخططات مختلفة للبحث عن الغواصة وإعادة الهجوم إذا فشل الهجوم الأول، وذلك بالاضافة لقدراته المتفوقة من حيث السرعة العالية والقدرة على المناورة. كما يستطيع أن يتلافى الإجراءات الخداعية والاعاقة السونارية. أما بالنسبة لطورييدات الغواصات فقد أنتجت شركة "B.A.E" - طوربيدا جديدا مناسبا للاستخدام من الغواصات تحت اسم: "سبير فيش": "SPEARFISH". وهذا الطورييد يمكن توجيهه سلكياً أو بالتوجيه الذاتي وينفذ الهجوم بأسلوب مستحدث يشمل الاقتراب بسرعة بطيئة كي لا يكشف، ثم يزيد السرعة إلى أقصى سرعة في المرحلة الأخيرة، مما يحقق هجوماً ناجحاً يصعب تفاديه.
الالكتورنيات البحرية
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
مع التطور الكبير الذي حدث في مجال الحرب البحرية في السنوات العشرين الأخيرة أخذت أهمية أنظمة القيادة والسيطرة تزداد بدرجة عالية، حتى أصبحت الآن حيوية ولا يمكن الاستغناء عنها في الوحدات الحديثة. ويرجع ذلك إلى تعدد الأسلحة المستخدمة في القتال البحري، وخاصة الصواريخ الموجهة سطح- سطح، جو-سطح، التي تشكل التسليح الأساسي المستخدم في المعركة البحرية.
ومن العوامل الأخرى التي أدت إلى أهمية وجود أنظمة القيادة والسيطرة: السرعة الفائقة التي يتطور بها الموقف التكتيكي نتيجة لاستخدام العنصر الجوي في المعركة البحرية، سواء في شكل مقاتلات أو الطائرات العمودية. كما أن سرعة الصواريخ المستخدمة أصبحت تقترب من سرعة الصوت في معظم الأحيان، بل تتعدى سرعة الصوت في بعض الأنواع الحديثة المستخدمة الآن، وهو الأمر الذي لايترك متسعاً من الوقت لتقدير واتخاذ القرار التكتيكي السليم، وبالتالي أصبح الأمر يحتاح إلى الاستعانة بالحواسب الالكترونية ووسائل الاستشعار المختلفة، ويطلق على هذه المنظومة:... "COMMAND AND CONTROL SYSTEM"- حتى يمكن تحليل الموقف بسرعة فائقة وتحديد الأخطار المختلفة وأسبقية الاشتباك.
الألغام البحرية
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ظلت الألغام البحرية تلعب دورا مؤثرا في الصراع البحري منذ أكثر من مئة عام، وقد طرأ على هذا السلاح تطور ملموس في الآونة الأخيرة حيث أدخلت التكنولوجيا المتقدمة في تصميم هذا السلاح الخطير، الأمر الذي يزيد بدون شك من أهمية الألغام، وقد شمل التطوير: طريق عمل الألغام وأسلوب تهديدها للأهداف البحرية. وأصبحت بعض النوعيات منها قادرة على التحرك. وفي مجال تطوير الألغام أصبحت هذه الأسلحة مزودة بمعدات وأجهزة إلكترونية دقيقة متقدمة، تستطيع أن تميز البصمة الصوتية والبصمة المغناطيسية للهدف، كما يمكن التحكم في هذه الألغام عن بعد بواسطة إرسال التعليمات اليها عن طريق الأجهزة السونارية. وعلى ذلك تستطيع هذه الألغام أن تبقى في خمول تام على قاع البحر فترات طويلة يمكن التحكم فيها.
ومن الألغام الحديثة: النوعية التي تستطيع أن تحفر لنفسها في قاع البحر بحيث تختفي عن النظر وبالتالي يصعب اكتشافها، وتوجد نوعيات أخرى تصعد من القاع إلى الأعماق القريبة من السطح حتى يكون انفجارها في المدى المؤثر على السفينة المرصودة، ومن الأنواع المتقدمة: ألغام بحرية تستطيع أن تطلق طوربيدا موجها على الهدف بمجرد شعورها بوجوده، على ذلك فقد أصبح هذا السلاح يتميز بقدرات قتالية عالية تجعله أكثر تأثيرا في مجال الصراع البحري، وخاصة لصالح القوة البحرية الأضعف.
وعلى ضوء ما حدث من تطور في مجال الألغام أصبح من المتعذر تنفيذ عمليات كسح الألغام ويتم الآن الاعتماد على أسلوب البحث عن الألغام، وتدميرها في مكانها بواسطة صائدات الألغام: "MINE-HUNTERS"
تقليل البصمة الرادارية للقطع البحرية
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
مع زيادة استخدام الصواريخ الموجهة بنوعياتها المختلفة، سواء من سفن السطح أو الطائرات أو الغواصات، أصبح موضوع الاهتمام بتخفيض البصمة الرادارية والحرارية يتخذ أهمية عظمى، إذ إن تحقيق ذلك يوفر للقطع البحرية درجة عالية من التأمين ويساعد على إخفائها وتمكينها من تحقيق عنصر المفاجأة. وعلى ذلك تجرى منذ سنوات أبحاث فنية عديدة لتقليل البصمة الرادارية وكذلك البصمة الحرارية، اذ إن بعض الصواريخ تعتمد على الرصد الحراري في أسلوب تتبعها للهدف، كما أن وسائل الاستشعار لاكتشاف الأهداف أصبحت تعتمد على رصد الاشعاع الحراري.
وفي سبيل تقليل البصمة الرادارية تتخذ عدة أساليب، أهمها: تطوير الشكل الخارجي للوحدة البحرية، والإقلال- بقدر المستطاع- الأسطح والأركان التي يرتد منها الإشعاع الراداري، وهو نفس الأسلوب الذي استخدم في تصميم الطائرة الأمريكية "الشبح" المعروفة باسم: "STEALTH".
ويضاف إلى ذلك: الاعتماد على الطلاء بواسطة مواد تساعد على امتصاص الإشعاع الراداري، وعدم ارتدادها بالصورة العادية. وعموما نجد أن شكل الوحدات يزداد انسيابية ويقل الارتفاع بهدف منع الاكتشاف على مسافات بعيدة.
أما بالنسبة لتقليل البصمة الحرارية، فإن معظم الاجراءات تهدف إلى تقليل الحرارة المنبعثة من المدخنة - أي بالنسبة للعوادم الغازية- وكذلك بالنسبة للحرارة المنبعثة من المحركات والمعدات المختلفة، وفي هذا المجال يُبحث موضوع التبريد الخارجي للمدخنة وكذلك تحويل مسار العادم ليخرج تحت سطح البحر، وأساليب أخرى مختلفة مازالت في حيز التجارب.
مقدمـــة
التطور الذي يتم في مجال الأسلحة والمعدات الحربية عبارة عن عملية مستمرة، تمضي أولاً بأول مع مرور الزمن. وفي مجال الحرب البحرية يكون التطور في مجال التسليح البحري، بل في الوحدات البحرية ذاتها، طبقاً لعدة عوامل، أهمها: التطور التكنولوجي والعلمي الذي يشمل كافة المجالات، لأن معظم الابتكارات يكون لها استخدامات عسكرية.
وسائل الحرب البحرية الحديثة
1-تصغير القطع البحرية
2-تصغير المعدات المستخدمة
3-تطوير القطع البحرية بشكل عام
4-الاعتماد علي الصواريخ الموجة
5-استخدام المروحيات البحرية في القتال البحري
تصغير القطع البحرية
في الآونة الأخيرة اتجه العالم للتطوير حجم القطع البحرية نحو إيجاد قطع بحرية جديدة تتميز بصغر الحجم وارتفاع القدرات الفنية والقتالية، فقد أصبحت هذه الوحدات، وهي من سفن السطح الصغيرة، تستطيع أن تحمل قدرات نيرانية عالية على حمولة أقل إذا ما قورنت بالوحدات المماثلة في الماضي.
ومثال ذلك: الفرقاطات الخفيفة التي ظهرت أخيرا في عدة بحريات، علما أن هذه الوحدات تحمل أسلحة متقدمة جدا من الصواريخ سطح- سطح، والصواريخ المضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوي الذاتي قريبة المدى والمخصصة للتعامل ضد الصواريخ الموجهة، بالاضافة إلى مجموعة متكاملة من وسائل الاستشعار الحديثة، ويتم السيطرة على جميع هذه المعدات بواسطة أجهزة قيادة وسيطرة متقدمة.
تصغير المعدات المستخدمة
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
أمكن في الآونة الأخيرة تصغير حجم المعدات الالكترونية بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة لاستخدام الأجزاء الالكترونية المتناهية الصغر:" MICRO- ELECTRONICS" الأمر الذي أدى إلى تصغير حجم ووزن المعدات الالكترونية المستخدمة في الوحدات البحرية، مثل أجهزة الرادار وأجهزة "السونار" ووسائل القيادة والسيطرة ووسائل الحرب الالكترونية وما شابه ذلك، وقد أدى كل ذلك إلى إمكانية تصغير حجم القطع البحرية والوصول إلى النوعيات الحديثة التي تتميز بصغر الحجم مع الاحتفاظ بالقدرات القتالية العالية.
يجب الاشارة هنا إلى أن الاتجاه لتصغير حجم السفن المتوسطة مثل الفرقاطات لا ينطبق على الوحدات الهجومية السريعة: "F.A.C." أي: الزوارق الصاروخية، إذ إن هذه النوعية من الوحدات أخذت تزداد في الحجم والحمولة، ويرجع ذلك إلى ضرورة توفير مجموعة متناسقة من الأسلحة الهجومية والدفاعية على هذه الوحدات.
الاعتماد علي الصواريخ الموجهة كبديل للمدافع
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
تشكل المدفعيات، بأعيرتها المختلفة، التسليح الرئيسي للقطع البحرية، وهى تنقسم إلى ثلاثة نوعيات: المدفعية الأساسية، وتتكون من المدفعيات ذات العيار الكبير. ثم المدفعية المتوسطة، التي تشكل التسليح الثانوي على القطع الكبيرة. ثم يلي ذلك التسليح القريب المدى:" CLOSE RANGE WEAPONS" ويشمل المدفعيات الخفيفة التي خصصت للاستخدام ضد الأهداف الجوية المنخفضة والوحدات البحرية الخفيفة.
وقد استمر هذا الوضع إلى أن استخدمت البحرية المصرية الصواريخ الموجهة سطح- سطح ضد المدمرة الاسرائيلية "ايلات" في أكتوبر 1967. ومنذ هذا التاريخ بدأ التفكير في تطوير تسليح المدفعية بالنسبة للوحدات البحرية، واتخذ التطوير اتجاهين رئيسيين:
*الاتجاه الأول: يبحث في تسليح القطع البحرية بتسليح أساسي من الصواريخ الموجهة سطح- سطح، بدلاً من المدفعيات الثقيلة بعيدة المدى.
*أما الاتجاه الآخر: فكان يركز على مفهوم تدمير الأهداف الجوية الصغيرة، وكان يقصد بذلك الصواريخ الموجهة.
وفي هذا المجال ظهرت فكرة استخدام المدفعيات صغيرة العيار متعددة المواسير، ذات معدلات النيران الفائقة، لتشكل خط الدفاع الأخير ضد الصواريخ الموجهة. وهذا النظام معروف باسم : CLOSE INWEAPON SYSTEM / C.I.W.S
يلاحظ أيضا، أن إحدى الإضافات لتسليح السفن الحديثة أصبحت هي الصواريخ الموجهة سطح- جو للاستخدام في مهمة التأمين ضد الهجمات الجوية. وقد اتخذت هذه الصواريخ نوعين رئيسيين هما: الصواريخ المضادة للطائرات بعيدة المدى والصواريخ المضادة للأهداف الجوية قربية المدى، ومثال ذلك نظام كروتال الفرنسي: CROTALE POINT DEFENCE SYSTEM.
كانت البوارج البحرية: BATTLE SHIPS تشكل في الماضي القوة الضاربة الرئيسية في أساطيل العالم، وسُلّحت هذه السفن الضخمة بمدفعيات ثقيلة من عيار 16 بوصة متعددة المواسير، واستخدمت هذه الوحدات في مهام قصف الأهداف الساحلية. وطبقا للتطوير الجديد في هذا المجال، فقد أضيف لهذه السفن تسليح صاروخيّ جديد هو الصواريخ الطوافة بعيدة المدى، ومن الأمثلة المعروفة لهذا السلاح: الصاروخ الأمريكيّ الصنع طراز "توماهوك": "TOMAHAWK CRUISE MISSILE"، الذي استخدم في حرب تحرير الكويت بواسطة البحرية لأمريكية والصراعات التي تلتها.
استخدام المروحيات البحرية في القتال البحري
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ظهرت هذه الطائرات في أول الأمر لتدعيم قدرات الدفاع ضد الغواصات، حيث زودت الفرقاطات والمدمرات بالإمكانيات التقنية لحمل وتشغيل طائرة عمودية أو اثنتين من النوع المخصص لمهمة البحث عن الغواصات ومهاجمتها. وقد كان هذا الإجراء ضرورياً مع ظهور الغواصات الحديثة، التي قد تفوق قدراتها التكتيكية قدرات سفن السطح، مع ملاحظة أن السير بسرعات عالية يقلل من كفاءة وسائل البحث السونارية عن الغواصات.
أما باستخدام الطائرة العمودية، فقد أمكن توفير سرعة المناورة وامكانية استخدام السونار المحمول جواً الذي يمكن التحكم في عمقه تحت سطح البحر، ليصل إلى العمق الذي يحقق أفضل النتائج بالنسبة لاكتشاف وتتبع الغواصات المعادية، مع الأخذ في الاعتبار معدل تغير درجة حرارة المياه ودرجة ملوحتها مع تغير العمق.
وقد أضيفت مهام جديدة للطائرات العمودية، منها: تعميق البحث والإنذار لصالح التشكيل، وكذلك القيام بمهام الاستطلاع الالكتروني والاعاقة الالكترونية. وأخيرا أضيفت مهمة توجيه الضربات الصاروخية الموجهة جو- سطح ضد الزوارق المعادية، ويذلك زادت أهمية الطائرات العمودية بشكل ملحوظ، وينتظر أن تضاف اليها مهام جديدة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي لصالح التشكيل. وقد نتج عن كل ذلك اتجاه جديد ينص على ضرورة تزويد سفن السطح بالمنشآت المناسبة لحمل وتشغيل وتوجيه الطائرات العمودية.
تطوير القطع البحرية بشكل عام
ينقسم الى:
1-الغواصات
2-حاملات الطائرات
3-الطوربيدات
4-الالكتورنيات البحرية
5-الالغام البحرية
6-تقليل البصمة الرادارية للقطع البحرية
الغواصات
لا شك أن القيمة القتالية للغواصات في الحرب البحرية تزداد بصفة مطردة وبمعدل سريع. وقد أصبحت هذه الوحدات هي الوحدات التي تشكل التهديد الأكبر للأساطيل البحرية، كما أن الغواصات بالرغم من المفهوم القديم باعتبارها وحدات تصلح فقط لمهمة التعرض لخطوط المواصلات، أصبحت الآن قادرة على إطلاق الصواريخ الطوافة بعيدة المدى، مثل طراز:" توماهوك" وبالتالي بمكنها تحقيق التأثير المباشر على الأهداف الحيوية والاستراتيجية للعدو ليس فقط على الساحل، وإنما أيضا في داخل أراضيه. كما أن الغواصات الحديثة أصبحت تتمتع بقدرات هائلة على الاختفاء، مما يجعل اكتشافها من العمليات الصعبة، وهي بدون شك الوحدات الأكثر صعوبة في الاكتشاف، إذ إن وسائل البحث تحت سطح البحر لازالت مقيدة بظروف "هيدروجرافية" مختلفة تجعل من الصعب تحقيق نفس النتائج التي يوفرها البحث الراداري والاستشعار الحراري بالنسبة للاهداف الأخرى.
وبناء على ما سبق فإنه بالنسبة للدولة التي لا تتوافر لها قوة بحرية كبيرة فإنها تستطيع أن تمارس الردع وأسلوب الحرمان: "SEA DENIAL" على الدول البحرية الأقوى بواسطة الغواصات التي تستطيع أن تهدد السفن الرئيسية للدول البحرية الكبيرة.
حاملة الطائرات
تشكل حاملات الطائرات القوة الضاربة الرئيسية لأساطيل الدول العظمى، وهذه النوعية من الوحدات تتميز بقدرات قتالية فائقة ولا يمكن الاستغناء عن وجود حاملات الطائرات في التشكيلات الضاربة الكبيرة، ويتجة التطوير الآن لتصنيع حاملات طائرات أصغر حجما يمكن الاستفادة بها في البحريات المتوسطة، كما يتخذ التطوير اتجاها عاما نحو التخصصية، وبذلك تصمم بعض حاملات الطائرات للدفاع ضد الغواصات، وهذه النوعية تحمل أساسا عدداً كبيراً من الطائرات العمودية وطائرات الاستطلاع بعيدة المدى المخصصة لاكتشاف الغواصات وعدداً من الطائرات المقاتلة لتوفير الحماية الجوية لتشكيلات البحث عن الغواصات.
كما ابتكرت البحرية البريطانية نوعية جديدة من حاملات الطائرات تخصص لحمل الطائرات المقاتلة التي تستطيع الاقلاع عموديا "VERTICAL TAKEOFF LANDING " ومثال هذه الطائرات: الطائرة البريطانية الصنع طراز "هاريرر": "HARRIER" المعروفة ومن النوعيات الجديدة حاملات الطائرات المخصصة للإبرار البحري وهي تحمل عددا كبيرا من الطائرات العمودية المخصصة لحمل الجنود والمعدات، وكذا الطائرات العمودية للمعاونة الأرضية.
الطوربيدات
إن سلاح الطوربيد الذي بدأ استخدامه منذ أكثر من مئة عام لازال موجودا في الخدمة، إلا أنه الآن يستخدم في سفن السطح في شكل جديد: "LIGHT TORPEDO" مخصص للعمل ضد الغواصات. أما في الغواصات فيستخدم نوع جديد أطلق عليه اسم الطوربيد الثقيل: "HEAVY TORPEDO" وهو مخصص لمهاجمة سفن السطح، ويجوز استخدامه أيضا ضد الغواصات المعادية. هذا علمًا أن الطوربيد أصبح قابلا للاستخدام أيضا من الطائرات العمودية في مهمة مكافحة الغواصات.
على ضوء التطور الكبير الذي أدخل على الغواصات الحديثة، مما ترتب عليه زيادة قدراتها القتالية والتكتيكية وكذلك مقدرتها على تفادي الهجمات المضادة، أصبح من اللازم تطوير الطوربيد المضاد للغواصات ليظل قادراً على تنفيذ مهمته.
وفي سبيل ذلك نجد أن معظم الشركات العاملة في مجال التسليح تحت السطح تقوم بتطوير طوربيدات مكافحة الغواصات، وفي هذا التسليح شركة: "B.A.E-UNDERWATER SYSTEMS"البريطانية بإنتاج طوربيد حديث مضاد للغواصات تحت اسم "ستينج راي": "STINGRAY" وهذا الطوربيد مزود "بملاح آلي": "AUTO PILOT"- وأجهزة حاسبة: "COMPUTER" تمكنه من تنفيذ مخططات مختلفة للبحث عن الغواصة وإعادة الهجوم إذا فشل الهجوم الأول، وذلك بالاضافة لقدراته المتفوقة من حيث السرعة العالية والقدرة على المناورة. كما يستطيع أن يتلافى الإجراءات الخداعية والاعاقة السونارية. أما بالنسبة لطورييدات الغواصات فقد أنتجت شركة "B.A.E" - طوربيدا جديدا مناسبا للاستخدام من الغواصات تحت اسم: "سبير فيش": "SPEARFISH". وهذا الطورييد يمكن توجيهه سلكياً أو بالتوجيه الذاتي وينفذ الهجوم بأسلوب مستحدث يشمل الاقتراب بسرعة بطيئة كي لا يكشف، ثم يزيد السرعة إلى أقصى سرعة في المرحلة الأخيرة، مما يحقق هجوماً ناجحاً يصعب تفاديه.
الالكتورنيات البحرية
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
مع التطور الكبير الذي حدث في مجال الحرب البحرية في السنوات العشرين الأخيرة أخذت أهمية أنظمة القيادة والسيطرة تزداد بدرجة عالية، حتى أصبحت الآن حيوية ولا يمكن الاستغناء عنها في الوحدات الحديثة. ويرجع ذلك إلى تعدد الأسلحة المستخدمة في القتال البحري، وخاصة الصواريخ الموجهة سطح- سطح، جو-سطح، التي تشكل التسليح الأساسي المستخدم في المعركة البحرية.
ومن العوامل الأخرى التي أدت إلى أهمية وجود أنظمة القيادة والسيطرة: السرعة الفائقة التي يتطور بها الموقف التكتيكي نتيجة لاستخدام العنصر الجوي في المعركة البحرية، سواء في شكل مقاتلات أو الطائرات العمودية. كما أن سرعة الصواريخ المستخدمة أصبحت تقترب من سرعة الصوت في معظم الأحيان، بل تتعدى سرعة الصوت في بعض الأنواع الحديثة المستخدمة الآن، وهو الأمر الذي لايترك متسعاً من الوقت لتقدير واتخاذ القرار التكتيكي السليم، وبالتالي أصبح الأمر يحتاح إلى الاستعانة بالحواسب الالكترونية ووسائل الاستشعار المختلفة، ويطلق على هذه المنظومة:... "COMMAND AND CONTROL SYSTEM"- حتى يمكن تحليل الموقف بسرعة فائقة وتحديد الأخطار المختلفة وأسبقية الاشتباك.
الألغام البحرية
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ظلت الألغام البحرية تلعب دورا مؤثرا في الصراع البحري منذ أكثر من مئة عام، وقد طرأ على هذا السلاح تطور ملموس في الآونة الأخيرة حيث أدخلت التكنولوجيا المتقدمة في تصميم هذا السلاح الخطير، الأمر الذي يزيد بدون شك من أهمية الألغام، وقد شمل التطوير: طريق عمل الألغام وأسلوب تهديدها للأهداف البحرية. وأصبحت بعض النوعيات منها قادرة على التحرك. وفي مجال تطوير الألغام أصبحت هذه الأسلحة مزودة بمعدات وأجهزة إلكترونية دقيقة متقدمة، تستطيع أن تميز البصمة الصوتية والبصمة المغناطيسية للهدف، كما يمكن التحكم في هذه الألغام عن بعد بواسطة إرسال التعليمات اليها عن طريق الأجهزة السونارية. وعلى ذلك تستطيع هذه الألغام أن تبقى في خمول تام على قاع البحر فترات طويلة يمكن التحكم فيها.
ومن الألغام الحديثة: النوعية التي تستطيع أن تحفر لنفسها في قاع البحر بحيث تختفي عن النظر وبالتالي يصعب اكتشافها، وتوجد نوعيات أخرى تصعد من القاع إلى الأعماق القريبة من السطح حتى يكون انفجارها في المدى المؤثر على السفينة المرصودة، ومن الأنواع المتقدمة: ألغام بحرية تستطيع أن تطلق طوربيدا موجها على الهدف بمجرد شعورها بوجوده، على ذلك فقد أصبح هذا السلاح يتميز بقدرات قتالية عالية تجعله أكثر تأثيرا في مجال الصراع البحري، وخاصة لصالح القوة البحرية الأضعف.
وعلى ضوء ما حدث من تطور في مجال الألغام أصبح من المتعذر تنفيذ عمليات كسح الألغام ويتم الآن الاعتماد على أسلوب البحث عن الألغام، وتدميرها في مكانها بواسطة صائدات الألغام: "MINE-HUNTERS"
تقليل البصمة الرادارية للقطع البحرية
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
مع زيادة استخدام الصواريخ الموجهة بنوعياتها المختلفة، سواء من سفن السطح أو الطائرات أو الغواصات، أصبح موضوع الاهتمام بتخفيض البصمة الرادارية والحرارية يتخذ أهمية عظمى، إذ إن تحقيق ذلك يوفر للقطع البحرية درجة عالية من التأمين ويساعد على إخفائها وتمكينها من تحقيق عنصر المفاجأة. وعلى ذلك تجرى منذ سنوات أبحاث فنية عديدة لتقليل البصمة الرادارية وكذلك البصمة الحرارية، اذ إن بعض الصواريخ تعتمد على الرصد الحراري في أسلوب تتبعها للهدف، كما أن وسائل الاستشعار لاكتشاف الأهداف أصبحت تعتمد على رصد الاشعاع الحراري.
وفي سبيل تقليل البصمة الرادارية تتخذ عدة أساليب، أهمها: تطوير الشكل الخارجي للوحدة البحرية، والإقلال- بقدر المستطاع- الأسطح والأركان التي يرتد منها الإشعاع الراداري، وهو نفس الأسلوب الذي استخدم في تصميم الطائرة الأمريكية "الشبح" المعروفة باسم: "STEALTH".
ويضاف إلى ذلك: الاعتماد على الطلاء بواسطة مواد تساعد على امتصاص الإشعاع الراداري، وعدم ارتدادها بالصورة العادية. وعموما نجد أن شكل الوحدات يزداد انسيابية ويقل الارتفاع بهدف منع الاكتشاف على مسافات بعيدة.
أما بالنسبة لتقليل البصمة الحرارية، فإن معظم الاجراءات تهدف إلى تقليل الحرارة المنبعثة من المدخنة - أي بالنسبة للعوادم الغازية- وكذلك بالنسبة للحرارة المنبعثة من المحركات والمعدات المختلفة، وفي هذا المجال يُبحث موضوع التبريد الخارجي للمدخنة وكذلك تحويل مسار العادم ليخرج تحت سطح البحر، وأساليب أخرى مختلفة مازالت في حيز التجارب.